responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير القاسمي محاسن التاويل نویسنده : القاسمي    جلد : 5  صفحه : 214
الحروب على بلادهم، إلى أن صاروا جميعا تحت سلطة الرومان، بعد ولادة عيسى عليه السلام بإحدى وسبعين سنة، واستؤصلوا من أرضهم، وتفرقوا في البلاد شذر مذر، صاغرين مقهورين. ومن هاهنا، استدل من استدل بأنهم لا يكون لهم دولة ولا عز، وباتصال ذلهم. إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقابِ لمن أقام على كفره، ونبذ وصاياه وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ أي لمن تاب وآمن وعمل صالحا.
ثم أخبر تعالى عن تبددهم في الأقطار بقوله:

القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الأعراف (7) : آية 168]
وَقَطَّعْناهُمْ فِي الْأَرْضِ أُمَماً مِنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذلِكَ وَبَلَوْناهُمْ بِالْحَسَناتِ وَالسَّيِّئاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (168)
وَقَطَّعْناهُمْ فِي الْأَرْضِ أُمَماً أي فرقنا بني إسرائيل في الأرض، وجعلنا كل فرقة منهم في قطر من أقطارها، بحث لا تخلو ناحية منها، منهم، تكملة لإدبارهم، حتى لا تكون لهم شوكة مِنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذلِكَ أي من ينحط عن درجة الصلاح، لكفر أو فسق وَبَلَوْناهُمْ بِالْحَسَناتِ وَالسَّيِّئاتِ أي النعم والنقم التي هي أمثلة أجزاء الصلاح والفسق لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ أي عن أسباب السيئات إلى الحسنات.

القول في تأويل قوله تعالى: [سورة الأعراف (7) : آية 169]
فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هذَا الْأَدْنى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثاقُ الْكِتابِ أَنْ لا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلاَّ الْحَقَّ وَدَرَسُوا ما فِيهِ وَالدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلا تَعْقِلُونَ (169)
فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ أي من بعد هؤلاء المذكورين خَلْفٌ أي بدل سوء.
والمراد بهم الذين كانوا في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلّم. (والخلف) مصدر، ولذا يوصف به المفرد وغيره، وقد شاع في الطالح، ومفتوح اللام ب (الصالح) ، وربما جاء عكسه وَرِثُوا الْكِتابَ أي التوراة من أسلافهم المختلفين، يقرءونها ويقفون على ما فيها من الأوامر والنواهي، والتحليل والتحريم، ولا يعملون بها كما قال: يَأْخُذُونَ عَرَضَ هذَا الْأَدْنى أي حطام هذا الشيء الأدنى، يريد الدنيا، وما يتمتع به منها. وفي قوله هذَا الْأَدْنى تخسيس وتحقير. و (العرض) بفتح الراء، ما لا ثبات له، ومنه استعار

نام کتاب : تفسير القاسمي محاسن التاويل نویسنده : القاسمي    جلد : 5  صفحه : 214
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست